برعاية السيد رئيس جامعة بابل الأستاذ الدكتور امين عجيل الياسري المحترم،وإشراف السيدة عميد كلية طب الأسنان الأستاذ الدكتورة سهى عبد الحسين هندي المحترمة.اقامت وحدة التعليم المستمر ورشة عن (الميكروبات الفموية) Oral microflora حاضر فيها الأستاذ المساعد الدكتورة لمى جاسم،والمدرس المساعد انفال احسان جاسم.

تناولت الورشة مفهوم Oral microflora والتي تُشير إلى مجموعة الميكروبات التي تعيش بشكل طبيعي داخل الفم.حيث يبدأ استعمار فم الطفل بهذه الميكروبات منذ لحظة الولادة،حيث تنتقل البكتيريا من الأم إلى الطفل بشكل مباشر.ومن أبرز الأمثلة على ذلك أن الأنماط الجينية لبكتيريا Streptococcus mutans الموجودة لدى الأطفال تتطابق غالبًا مع تلك الموجودة عند أمهاتهم.وتُعد عدة عوامل أمومية مساهمة في هذه العملية مثل مستوى هذه البكتيريا في لعاب الأم،ونظافتها الفموية،وحالة لثتها،وتكرار تناول الوجبات الخفيفة التي تحتوي على السكريات،والوضع الاجتماعي والاقتصادي.

وعند حدوث خلل في التوازن الطبيعي لهذه الميكروبات، تُعرف الحالة باسم "Dysbiosis" أي اختلال التوازن الميكروبي،مما يهيئ بيئة خصبة لنمو الميكروبات الضارة.وتُسهم عوامل عدة في هذا الخلل،مثل إهمال نظافة الفم،والإفراط في استهلاك السكريات،وجفاف الفم (Xerostomia) وكذلك الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية.ويرتبط هذا الاختلال بعدة أمراض فموية شائعة،من أبرزها تسوس الأسنان الذي تسببه بشكل أساسي بكتيريا Streptococcus mutans وأمراض اللثة المرتبطة بالبكتيريا اللاهوائية مثل Porphyromonas gingivalis ورائحة الفم الكريهة،بالإضافة إلى داء المبيضات وهو عدوى فطرية تحدث عادة بسبب فطريات Candida.

وللوقاية من تكاثر البكتريا المرضية ُوصى بعدة إجراءات،منها النظافة الجيدة واستخدام غسول الفم،والحرص على تفريش الأسنان واستخدام الخيط لمنع تراكم بقايا الطعام،والتقليل من تناول السكريات،وتحسين مقاومة الأسنان باستخدام الفلوريد سواء في مياه الشرب أو بشكل موضعي،وكذلك إزالة اللويحات السنية بوسائل ميكانيكية كالتنظيف الاحترافي.كما تُستخدم بعض الفحوصات الميكروبيولوجية مثل عدّ البكتيريا في اللعاب لتحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتسوس.وهنا يُبرز الدور الحيوي للميكروفلورا الفموية في الحفاظ على صحة الفم والأسنان،ويُشدد على أهمية التوازن الميكروبي والوقاية من العوامل التي قد تخل به.