ناقش مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية بجامعة بابل دور المخطوطات في حفظ التراث والهوية واستقراء المستقبل.جاء ذلك لدى استقبال المركز اساتذة وطلبة الدراسات العليا في قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية لإطلاعهم على اعمال وحدة التحقيق والفهرسة في المركز ولأخذ محاضرات متخصصة في علم التحقيق.وبين مدير المركز الدكتور بدر ناصر حسين السلطاني أهمية التراث المخطوط ودور مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية في حفظه،ثم قدم الدكتور قيس الجنابي محاضرة بعنوان "ملامح في فن تحقيق المخطوطات" بين فيها معنى التحقيق في اللغة،ومعرفة حقيقته على وجه اليقين،والتحقيق في الاصطلاح،والمخطوطات العربية القديمة، على اختلاف علومها وفنونها، التي تشكل التراثَ العربي، بهدف الوصول إلى الكتاب المحقق،الذي صحَّ عنوانُه،واسمُ مؤلِّفِه،ونسبةُ الكتاب إليه،وكان متنُه أقربَ ما يكون إلى الصورة التي ترَكَها مؤلفُه،وبين غاية التحقيق وهو تقديمُ المخطوط صحيحًا كما وضَعَه مؤلِّفُه،أو هو أقرب إلى ما وضعه مؤلفه.

وكان لشيخ الخطاطين السيد حسام الشلاه مشاركة قيمة في الفعالية تضمنت شرحا وافيا عن الخط العربي وأنواع الخطوط, وخط للمشاركين والحاضرين لوحات تحمل أسمائهم.ثم عرض الاستاذ الدكتور محمد شاكر الربيعي نماذج نادرة من المخطوطات العربية التي عثر عليها اثناء بحثه وتجواله في دور المخطوطات والمكتبات المحلية والعالمية ومن تلك المخطوطات قصيدة للشاعر (السنجاري) المؤلفة من 12 بيتا وتقرأ اكثر من 300 قراءة وفي كل قراءة يختلف المعنى او الوزن،كما عرض نماذج من الشعر الهندسي النادر الذي يصعب قراءته،كما قام بتصحيح معلومات تاريخية تخص نسب بعض الاعلام العرب وهي من اكتشافاته.وبين الدكتور قاسم رحيم حسن رئيس قسم الدراسات اللغوية في المركز أهم الموضوعات التي يجب على طالب علم التحقيق معرفتها ومنها التعريف بهذا العلم،وأقسامه ومنزلته والمشتغلين به ومكانتهم بين أهل العلم،وأهم آليات التحقيق والتقنيات الحديثة المعتمدة لإخراج النصوص القديمة الى النور.

وشهدت الفعالية تقديم مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية،العديد من المخطوطات للطلبة الذين يدرسون علم التحقيق وانطباعات المتخصصين من الخبراء والباحثين في ان للمخطوطات والوثائق والدراسات التاريخية دور مهم في حياة الأمم والشعوب لاسيما من ناحية الإنجاز الحضاري المرتبط بحجم الإنجازات العلمية والمعرفية.وتهدف الفعالية الى تشجيع البحث في المخطوطات والمؤلفات التراثية والاطلاع على التجارب والجهود السابقة في مجال دراسة تحقيق المخطوطات والمؤلفات التاريخية وتوسيع آفاق عمل المؤسسات التعليمية والمراكز البحثية المعنية بتوظيف التراث في خدمة واقع الإنسانية والتعريف بجهود الخبراء اللامعين في هذا المجال فضلا عن تنفيذ برامج تدريبية وتطبيقية تعنى بتحقيق المخطوطات ودورها في حفظ هوية الشعوب وأهمية العمل المؤسسي والفرق البحثية في دراسة وتحقيق المخطوطات.